عادل عباس* يكتب عن سمات مهرجان الإسماعيلية السينمائي ال11 كتب: * تاريخ: 17/09/2007 أصبح مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة وأفلام الرسوم المتحركة وكذلك التجريبية يمثل نافذة حقيقية يطل منها المبدعون عشاق الفن الراقي من الجمهور علي قضايا العالم إرهاصاته ومتغيراته التي أصبحت تؤرق كل شخص يعيش تحت سماء المعمورة..لقد أصبح المهرجان من خلال المناخ الفني والإبداعي أكثر معايشة للواقع العالمي, ولذلك تتأكد هويته محليا وإقليميا ودوليا..كما أصبح بالفعل منبرا مهما لخلق مناخ ملائم وحر للحوار مع الآخر, والبحث عن رؤية جديدة وتصورا أكثر وضوحا وموضوعية لإيجاد عالم أفضل بلا مشاكل أو اضطرابات وخاليا من العنف والعنصرية والاضطهاد. هل بالفعل تستطيع السينما التسجيلية والقصيرة أن تنجح فيما رسبت فيه السينما الروائية الطويلة من تغيير للواقع العالمي الحادث؟! هذا التساؤل طرحته أغلب العروض التي شاركت في هذه الدورة لما تتمتع بها الأعمال المشاركة من جرأة في الموضوعات التي تناولتها والتي تسلط من خلالها الضوء علي أهم القضايا الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية في العالم.. وهو ماتفقده حاليا السينما الروائية في العالم كله, حيث تبحث الأخيرة, دائما عن الربح المادي في المقام الأول بينما تسعي السينما التسجيلية والقصيرة الي تقديم المتعة البصرية والإبداع الفني الي جانب اهتمامها بالقضايا العالمية الساخنة وهو مايميزها عن صناعة السينما التجارية!! وهذه الإشكالية القائمة بالفعل بين هذه النوعية من الأفلام وبين السينما التجارية تفرض علي القائمين علي هذه الصناعة إعادة النظر فيما تقدمه الأفلام التجارية قبل أن تفقد جمهورها, خاصة وأن الأفلام التسجيلية والقصيرة أصبحت تفجر معظم القضايا العالمية ويصنعها مبدعون شباب, ويستخدمون في صناعتها أحدث تقنيات السينما العالمية.. ولايمكن أن نغفل شيئا مهما جدا وهو أن السينما التسجيلية والقصيرة أصبحت معايشة للواقع العالمي وهذا جعلها قريبة الي وجدان وعقول ومشاعر الجماهير. ومن خلال جولتنا لمتابعة أفلام المهرجان وجدنا أن هناك العديد من القضايا العالمية والإنسانية المهمة والخطيرة التي ركزت عليها موضوعات أفلام الدورة الحادية عشرة من هذه الموضوعات قضايا حرية المرأة الغائبة وبصفة خاصة في دول العالم الثالث الذي يضم المنطقة العربية كلها.. كذلك مايسمي بالبلطجة الأمريكية وممارستها كل أعمال القهر والعنف مع بلدان العالم العربي والشرق أوسطية من سجن أبو غريب الي معتقل جوانتانامو وغيرها من اساليب البلطجة والقهر ومن المحاور المهمة أيضا والتي ناقشتها أفلام هذه الدورة هو البحث عن وسيلة فعالة للحوار مع الآخر وكيفية بناء جسر من الثقة للحوار والتعامل بين شعوب العالم المختلفة.. الي جانب قضايا الحرية بأشكالها وقضايا الفصل العنصري وغيرها ومن بين الأفلام التي تعرضت لمثل هذه القضايا والأفكار الفيلم الإيراني وهو يتعرض لقهر حرية المرأة داخل المجتمع الإيراني نتيجة للظروف الحياتية والاجتماعية التي تسيطر عليه منذ سنوات والتي من أهمها عملية التفكك الأسري وقتل حرية المرأة...الفيلم روائي قصير سيناريو واخراج أبو الغاز كريمي أصل. الفيلم الألماني غضب برنكمان سيناريو وإخراج هارالد برجمان وهو تسجيلي طويل يتناول موضوع حوادث القتل والاغتيال والانتحار التي تقع لبعض الشخصيات العامة في العاصمة الإنجليزية لندن والتي كان آخرها انتحار أشرف مروان من شرفة منزله في لندن, واختفاء الوثائق التي تكشف غموض هذا الانتحار وذلك من خلال مقتل الشاعر برنكمان إثر حادث غامض تعرض له في لندن عام1975 عندما فكر في نشر مذكراته.. وحتي هذه اللحظة لم تستطع مباحث اسكوتلانديارد حل لغز هذه الجريمةو فيلم تسجيلي قصير سيناريو وإخراج يانوس بليسكوف يانسن.. ويقدم الفيلم عشرة رسائل لعشرة أصوات دنماركية ـ عربية, يقومون بتصميم صورة العرب والمسلمين داخل الدنمارك, من خلال عشر قصص مختلفة تتناول هدفا واحدا وهو أن ماحدث من إساءة للعرب والمسلمين في الدنمارك هو مجرد حادث فردي لايعبر بشكل حقيقي عن طبيعة علاقة الدنماركيين أنفسهم بالمسلمين والإسلامالفيلم الهندي ست خطوات نحو الديمقراطية وهو تسجيلي قصير, سيناريو وإخراج سمرية نيفاتيا ونشتاجين ويستعيد الفيلم الأحداث المؤلمة التي وقعت عند اندفاع آلاف السيدات الفقيرات للمشاركة في أنتخابات بشمال الهند بعد وعدهن بالحصول علي ساري مجانا...وقد راحت نتيجة تلك الأحداث22 سيدة وجرحت مئات السيدات.. وهو مايؤكد قهر المجتمع للمرأةوهو فيلم تسجيلي طويل إنتاج المانيا عام2006 سيناريو وإخراج ماركوس فيتر ويتناول قضية تشدد العائلات العربية الإسلامية والوقوف حائلا أمام رغبات بناتهن في الزواج ممن يرغبن, وذلك من خلال قصة حب تجمع بين شاب تركي فقير ووسيم, وفتاة ساذجة من شتوتجارت..هو من أوائل المهاجرين العاملين في ألمانيا في الستينيات..والفتاة تريد أن تصبح مدرسة لكن عائلتها تجبرها علي ترك الدراسة بالجامعة أشباح الفيلم الأمريكي أشباح أبو غريب تسجيلي طويل, سيناريو وحوار بانجلسون, وإخراج روري كيني.. ويتناول الفيلم لقاءات خطيرة وساخنة جدا وانتهاكات بشعة ترتكبها السلطات الأمريكية داخل سجن أبو غريب..وانتهاكات وحشية وقذرة تعرض لها العراقيون الأبرياء علي أيدي الأمريكان عام2003, . الي جانب ذلك كان للسينما العربية وطرحها لقضايا خطيرة ومهمة مثل اغتصاب حرية المرأة وأطفال الشوارع والقهر الأنساني والنفسي كان لها حضور مهم من خلال العديد من الأفلام ومنها الفيلم الجزائري الذات للمخرجة ياسمين الشويخ الذي تعرض لقهر المرأة وكبتها الفيلم المصري عشق آخر سيناريو واخراج هبة يسري, ويحكي السيرة الذاتية للشابة والتي تتمثل في معاناتها مع أهلها والمجتمع المحيط من أجل أن تلتحق بمعهد السينما..كذلك الفيلم المغربيآخر صرخة للمخرج حميد باسكيط ويحاول فيه طفل نتيجة للتفكك الأسري الانتحار لكي يضع حدا لمعاناته وآلامه. شاركت السينما المصرية في المسابقة الرسمية بأقسامها المختلفة بــ6 أفلام هي: مرازيق إخراج أمل فوزي عشق آخر إخراج هبه يسري..حنين..اخراج محمد شوقي..نور إخراج مهند حسن..حدتاني إخراج رحمي صالح وفيلم كنجية الليل للمخرج أحمد عويس ------------------------------- صحفي وناقد سينمائي مصري نقلا عن جريدة الاهرام المسائي